كما لو لم يكن الأمر كذلك بالفعل ، باتت الأرقام تؤكده: تشافي هيرنانديز سيصبح غدا الأحد جزءا من أسطورة برشلونة عندما يعادل الرقم التاريخي لعدد المباريات التي يخوضها مع الفريق. وفي سن الثلاثين ومع تحوله إلى أحد رموز الجيل الأفضل عبر تاريخ النادي ، يبدو أن نهاية رحلة تشافي لا تزال بعيدة.
يخوض تشافي غدا أمام ليفانتي مباراته رقم 549 بقميص برشلونة ، الرقم الذي سيشترك فيه لمدة ثلاثة أيام فقط ­ حتى مباراة الكأس أمام أتلتيك بيلباو ­ مع "طرزان" أو ميجيلي ، المدافع الصلب الذي لعب في الفريق في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، وأحد أساطير النادي الذي سيعطي ضربة البداية للمباراة المقامة على ملعب "كامب نو".
لكن القليل يجمعه بتشافي. فالنجم الحالي لاعب وسط قدير يقود نصف الملعب في أمجد عهود النادي ، حيث تم تعزيز الأسلوب الذي طبقه يوهان كرويف في تسعينيات القرن الماضي مع لويس فان جال ، وحفظه اللاعبون مع فرانك رايكارد ، قبل أن يصل إلى درجة الامتياز مع وصول جوسيب جوارديولا إلى تدريب الفريق.
وقال جوارديولا في 29 تشرين ثان/نوفمبر الماضي بعد الفوز الساحق 5/ صفر على ريال مدريد عن نجم وسطه "ببساطة ، لقد لعب كرة القدم". بدا وقتها أن "كرة القدم" التي يلعبها تشافي ويتحدث عنها جوارديولا غير تلك التي يعرفها الجميع.
وصرح تشافي في مقابلة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مؤخرا مع مجلة "جي كيو" بأن "حرماني من كرة القدم يعني حرماني من الحياة".
وبات اللاعب رمزا في برشلونة والمنتخب الأسباني ، الذي توج معه بلقبي بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2008 ­ التي اختير كأفضل لاعب فيها ­ ومونديال جنوب أفريقيا. وينتظر أن يحتفل في شباط/فبراير المقبل بمباراته الدولية المائة ، الإنجاز الذي يعتز به دون عقد ناتجة عن انتماءاته الكتالونية.
أما الألقاب مع برشلونة فهي كثيرة ­ من بينها خمس بطولات دوري ولقبين في دوري أبطال أوروبا ­ منذ أن استهل مشواره مع الفريق عام 1998 تحت قيادة لويس فان جال.
في ذلك الحين لم يكن شديد التوهج بسبب تألق جوارديولا ، لكن شيئا فشيئا تمكن من النضوج حتى بلغ أكبر قدر من التألق في موسم 2003/2004 ، عندما قدم رايكارد مركزه بضعة أمتار وغطى ظهره بإدجار ديفيز. بعد ذلك تناوب رافاييل ماركيز ويايا توريه وسيرخيو بوسكيتس وخافيير ماسكيرانو على الإنابة عنه في القيام بالدور الأقل جمالا للاعب الوسط.
يعادل تشافي ويحطم رقم ميجيلي في 12 موسما فقط ­ مقابل 15 احتاج إليها المدافع ­ رغم الإصابة الخطيرة في الركبة التي تعرض لها في 2005 ، وفقد بسببها فرصة الظهور في نهائي دوري الأبطال عام 2006 عندما أحرز برشلونة اللقب.
لكنه استطاع تعويض الإنجاز ، واخير أفضل لاعب في المباراة النهائية لنسخة البطولة عام 2009 في روما ، عندما أحرز فريقه اللقب أيضا.
ويؤكد اللاعب في المقابلة مع "جي كيو" أن "الفوز يغير كل شيء ، أنا نفس الشخص الذي كنت عليه قبل خمسة أو ستة أعوام"، قبل أن يتحدث عن جائزة الكرة الذهبية التي يتنافس عليها في العاشر من كانون ثان/يناير الجاري في زيوريخ مع زميليه في النادي الكتالوني أندريس إنييستا والأرجنتيني ليونيل ميسي.
ويعتبر تشافي أن ميسي هو "اللاعب الأفضل ، لا يوجد منافس"، مضيفا "إنه الأفضل من كل الوجوه ، هو اللاعب الأفضل خلال الثلاثين عاما الأخيرة ، وسوف تمر 30 أخرى قبل أن يظهر لاعب آخر مثله".
ويقول: "ميسي وزملائي ساعدوني على تنفيذ دوري بصورة أفضل. في فريق أقل لم يكن ليتم التعامل معي على أنني نفس اللاعب الجيد".
ومع كونه لاعبا جماعيا من الدرجة الأولى ، لا يلقي بالا إلى الجوائز الفردية: "إنها غير عادلة ، لابد من منح جائزة للاعب في كل مركز ... إنني بحاجة إلى الفريق كي أقدم ما لدي ، وسيكون من غير المنصف ألا أقتسم الجائزة مع الفريق. إنني لا أمر من ثلاثة لاعبين مثلما يفعل ميسي وكريستيانو رونالدو ، إنني لاعب فريق ، لاعب جماعي".
لكن تشافي يبقى واحدا من أكثر اللاعبين عدوا في كل مباراة ، قادرا على صنع التمريرات القصيرة الحاسمة ، قليل الاستعراض لكنه في حالة حركة دائمة من أجل التوقيع على الكرات وخلخلة الدفاع وبالتالي تقديم بدائل دائمة لأحد الزملاء.
وإذا لم يفز هو بالجائزة ، يتمنى أن تذهب إلى إنييستا. "أتمنى لو كانت أسبانية ، فذلك فخر للجميع ، اللاعب الأسباني بات الآن الأكثر شهرة في العالم ، وأسبانيا وبرشلونة تحولا إلى رمز".
يعيش لاعب الوسط الدولي في سن الثلاثين أفضل مستوياته ، مثله في ذلك مثل فريقه الذي يرتبط بتعاقد معه حتى 2016. وقد أعلن أنه يتطلع إلى اللعب في مونديال البرازيل عام 2014. وحتى ذلك الحين لديه الوقت الكافي لمواصلة الظهور في المباريات.